الاثنين، 9 أبريل 2018

المعمرون بين الخلق

بسم الله الرحمن الرحيم
 {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ? وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى? أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ? إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}{النحل70}
في هذه الآية يخبر الله تعالى عن تصرفه في عباده، وأنه هو الذي أنشأهم من العدم، ثم بعد ذلك يتوفاهم، ومنهم من يتركه حتى يدركه الهرم.  { أرذل العمر} : الإنسان عندما يبلغ من خمس وسبعون سنة.وما فوق يحصل له ضعف القوى والخرف وسوء الحفظ وقلة العلم، ولهذا قال الله: { لكي لا يعلم بعد علم شيئا} أي بعد ما كان عالماً أصبح لا يدري شيئاً
لكن هذه  الآية لا تدل ولاتصف  المؤمنين بالله ,، لأن المؤمن لا ينزع عنه علمه. وقيل : المعنى لكي لا يعمل بعد علم شيئا؛ فعبر عن العمل بالعلم لافتقاره إليه؛ لأن تأثير الكبر في عمله أبلغ من تأثيره في علمه. والمعنى المقصود الاحتجاج على من أنكر البعث يوم القيامة، أي الذي رده إلى هذه الحال قادر على أن يميته ثم يحييه يوم الرجوع إلى الله للحساب عن العلم والعمل
 أدعو الله معي وقل اللهم (أعوذ بك من البخل والكسل والهرم وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات) اللهم لا ملجأ ومنجى منك إلا إليك رغبه إليك
منه سبحانه كان المبدأ، وإليه سبحانه يعود المرجع؟ وإذا المبدأ والمرجع من عنده وإليه، ؛ فلا تتمرد على الله {حياتك  بين القوسين}؛ فلماذا التمرد والتكبر؟

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول : (اللهم إني أعوذ بك من الكسل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من الهرم وأعوذ بك من البخل).

 الموت نعمة خاصة عند المؤمن الذي قدّم صالحاً يرجو جزاءه من الله، فتراه مُسْتبشراً بالموت؛ لأنه عمَّر آخرته فهو يُحب القدوم عليها، على عكس المسرف على نفسه الذي لم يُعِدّ العُدّة لهذا اليوم، فتراه خائفاً جَزِعاً لعلمه بما هو قادم عليه.و خوفه من الحساب والعقاب
أن هذا الطريق يمر بمحطات تعيين نطاق عمر البشرية، أي قيمته الراجحة، أو حدوده التي تتفق والمصادر الإسلامية الحاسمة في كتاب الله تعالى، أو حديث نبوي شريف، وما يلحق بذلك من تفسير أو تأويل.للأحاديث والقرآن الكريم المعرف بعمر الخلق والخلائق

 أن عمر نوح عليه السلام كان أكثر من أو يساوي 950 سنة،فكان عمرة أفناة في مرضاة الله ؟ كذلك الذين عاش من الأنبياء العمر المديد  فلا يقارن عمر نبي في عمر مؤمن في باقي الخلق
ما دام أن القرآن حقٌ من عند الله. فلا بد أن عُمْر بني آدم يتناقص من أكثر من 950 سنة لبثها نوح عليه السلام في قومه، وإلى ما عليه الإنسان الآن من عُمْر. وهذه إفادة صريحة لا ي
ستطيع أي متعالم أن ينفيها لكونها نصٌ لا يحتمل التأويل، وإن لم يستطع الاستدلال عليها بوسائل أخرى بعد.رغم كل ضخامة الأنترنت و وسائل الإتصال والتواصل

الباقي من عمر البشرية:

لا شك أن علم الساعة لا يعلمه إلا الله وحده، سبحانه، كما قال في كتابه العزيز "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ، ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً، يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا، قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"(الأعراف:187).

"أيها الناس إنه لم يبق من دنياكم فيما مضى منها الا كما بقى من يومكم هذا فيما مضى منه فأتق  الله
عش ما شئت وكيف شئت فأنك ميت وستبعث حيا بعد موتك

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لمّا خلق الله آدم و نفخ فيه الروح عطس فقال : الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه : يرحمك الله يا آدم ! اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل: السلام عليكم قالوا : و عليك السلام و رحمة الله ثم رجع إلى ربه فقال : إن هذه تحيتك و تحية بنيك بينهم فقال الله له و يداه مقبوضتان : اختر أيهما شئت قال : اخترت يمين ربي و كلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم و ذريته فقال أي رب ! ما هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم قال : يا رب من هذا ؟ قال : هذا ابنك داود و قد كتبت له عمر أربعين سنة قال يا رب زد في عمره قال : ذاك الذي كتبت له قال: أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال : أنت و ذاك ثم أسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها فكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم : قد تعجلت،  قد كُتب لي ألف سنة قال بلى و لكنك جعلت لابنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته و نسي فنسيت ذريته فمن يومئذ أمر بالكتاب و الشهود)(صححه الألباني، الجامع الصغير وزيادته)، 
يحيى حب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق