الأربعاء، 18 أبريل 2018

الطيب والخبيث في القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم



الطيب والخبيث في القرآن
مفهوم خاطئ يرددها أكثر الناس في حالات الزواج ويفهمونها بأن الرجل الطيب للمرأة الطيبة والرجل الخبيث للمرأة الخبيثة .فإذا ماذا عن  تزوج آسية امرأة فرعون المؤمنة بفرعون الطاغية .وما كان من زوجتي لوط ونوح عليهما السلام ، أن مخالطة المؤمنين للكافرين لا تضرهم ، إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، ما داموا معتصمين بحبل الله تعالى متمسكين بدينه ، كما لم ينفع صلاحُ الرسولين : نوح ولوط زوجتيهما الكافرتين ؟!؟

وماذا عن زماننا هذا زمن الفتن والمحن حين ترى أب يمشي مع أبنته أو زوجته في الشوارع وكأنهم يطوفون بغرف نومهم من ثياب وصفها الرسول بالكاسيات العاريات هل الرجل ذا شنب لم يعد قادر على أبنته أو زوجته  وقد ترى العكس تماما صالحة مستورة مع رجل بهيئة نساء فلا عيب من النساء العاريات وأنما الذي من في وجهة شنبات
عندما يكون الخيار للزواج يجب أن يكون خالصا لله وقتها تتيسر الأمور لمرضاة الله

 قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور/26 .
معنى الآية : الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول . ويكون معنى الآية : الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وهكذا الخبيثون من البشر للخبيثات من الأفعال ، وهكذا الأفعال الطيبات للطيبين من البشر ، والطيبون من البشر للطيبات من الأفعال .وهذا قانون البشرية السمحاء
هذه الآية أنزلها الله بعد حادثة الإفك التي رميت بها زوجة أعظم الخلق وحبيب الله محمد وهي أم المؤمنين  أعف وأطهر الطاهرين.أمنا عائشة رضي الله عنها ويكفيها حب الله لها وحب رسوله الكريم
ودل على صحة هذا القول : قوله تعالى ( أولئك مبرءون مما يقولون ) أي : عائشة وصفوان مبرَّآن مما يقول الخبيثون والخبيثات .
إنما نزلت هذة الآيات حرصا من الله بتوبيخ  للقائلين في عائشة الإفك ، والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات ، وإخبارهم ما خصهم به على إفكهم
إن هذه الآية مبنية على قوله : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ) النور/3 ، الآية ، فالخبيثات : الزواني ، والطيبات : العفائف ، وكذا الطيبون ، والطيبات .

كيف نوفق بين الآية وبين ما نسمعه من أنه قد تكون الزوجة صالحة والزوج فاسقاً كأن لا يصلي أو يشرب الخمر ؟ أو يكون العكس صحيح
لا إشكال في الآية ، على القول الأول أو الثاني ، ولا تعارض بينها وبين ما يراه الناس ، من أن الزوجة ربما كانت صالحة والزوج فاسقا ، أو العكس .
وإنما الإشكال { الزواج /مع العلم عند بعض الناس } ما يرونه من عموم {تزوج }طيب بفاسقة ، وتزوج فاسق بطيبة .

شرح الآية ـ على تقدير أن يكون المراد بالخبث والطيب : خبث الأزواج وطيبهم ـ : أنه لا يليق بالطيب أن يتزوج إلا طيبة مثله ، ولا يليق بالخبيثة إلا خبيث مثلها ، ومن رضي بالخبيثة مع علمه بحالها : فهو خبيث مثلها ، ومن رضيت بخبيث مع علمها بحاله : فهي خبيثة مثله .
والأعمال الطاهرة  النقية الصفية أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة  العظيمة السامية ، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات.الطيبات
  ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ؛ لأنه أطيب من كل طيب من الخلق كلهم ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له ، لا شرعاً ولا قَدَراً ؛ فهي من علم الله ومحبته ولهذا قال : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) أي : هم بُعَداء عما يقوله أهل الإفك والكذب والمنافقين؟
( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) أي : بسبب ما قيل فيهم من الكذب . والعدوان؟
( وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) أي : عند الله في جنات النعيم .وفيه وعد بأن تكون زوجة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة .ترزق بكرم من الكريم

و حال  زوجتي لوط ونوح عليهما السلام ، حيث وصفهما الله تعالى بالخيانة في قوله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم/10 ،وليس المراد ( فَخَانَتَاهُمَا ) في فاحشة ، بل في الدين ، فإنَّ نساء الأنبياء معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة ؛ لحرمة الأنبياء ، كما قدمنا في " سورة النور " . فالخيانة هنا هي خيانة في الإيمان بالله ورسله والكفر ودلت كل منهما الكفار على ما يسوؤهما ويصد الناس عن اتباعهما ، ومثل كفر أبن نوح ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) ، وبيَّن ذلك بقوله ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) ؛ لكفره بأبيه نوح عليه السلام ؛ ومخالفته إياه ، فليس من أهله ديناً ، وإن كان ابناً له من النسب من الأنبياء . لا ينبغي أن يكون هناك مُفارقة كبيرة بين الزَّوجة وزوْجِها، فالتي نشأَتْ في بيئةٍ طاهِرَة ينبغي أن تبْحَث لها عن زوْجٍ مؤمن فإن لم تفْعل فالحياة لن تسْتَمِرّ، هو في وادٍ وهي في وادٍ.
الخبيثون للخبيثات، الطيِّبون للطيِّبات ؛ أيْ ينبغي أن يكونَ الطيِّبون للطيِّبات، هذا أمرٌ تكليفيٌّ و ليس أمرًا تكوينيًّا،
يامن تريد الزواج أبحث عن زوجة صالحة لا تخونك في غيابك ومستورة داخل بيتك وخارج بابك والعكس صحيح
اللهم أصلح القلوب وأغفر الذنوب وأستر العيوب وأقبل توبة من يتوب, اللهم أجزل العطية . وأغفر الخطية . وأحينا الحياة الرضية . أجب مع الداعين.وكل من قال آمين  يا  رب العالمين~ يحيى حب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق